يعتبر الكشف الطبى الذى يسبق عقد الزواج إجراء هام جدا لما يترتب عليه من أزمات صحية وأمراض يتوارثها الأجيال بعلم أو دون علم ولكن الأكيد أن الروتين توغل ولا يقف عند حد معين ولا يقتصر على مرض يعالج اليوم وينتهى غدا بل يتمدد وينتشر بالوراثة فالشهادات الطبية لراغبى الزواج إجراء قانونى فقط بالروتين الورقى وليس الكشف الطبى ..

فأصبحنا نواجه أزمة يرثى لها الجبين ألا وهى إهدار الحقوق من أصحاب الواجبات، فشهادة الكشف الطبى لراغبى الزواج ما هى إلا مجرد حبر على ورق، إجراء قانونى لتوثيق عقود الزواج بشكل صحيح ولا يحدث كشف طبى حقيقى على الراغبين للزواج وهذا ما لا يعى الأزواج خطورته فيما بعد، ويأتى عليهم بخيبة الأمل فى أطفالهم التى تصاب بالأمراض بعد ولادتهم بفترة قصيرة أو توطأ قدميهم هذه الحياة وهم مصابين بأمراض وراثية، ولكنهم لا يتحملوا المسئولية كاملة فمن الآباء والأمهات من يعى ذلك ومنهم من لا يعى خطورة هذا، وهنا يجب علينا أن نقف لحظة للرجوع إلى الشهادة الطبية التى فرضتها الدولة وأساسها الحفاظ على المواليد من الأمراض الوراثية وأيضا الصحة العامة لجميع الأزواج ، وليس أن تصبح طريقة لجمع المال بطريقة شريعة دون كشف وهو ما يحدث بالفعل.

وبسؤال "عمرو أسامة" أحد المتزوجين حديثا قال لم يتم الكشف الطبى عليا أو على زوجتى ودفعنا خمسون جنيه لكل شهادة واستخرجناها فى نفس اليوم دون أى معوقات ولكننا قمنا بالكشف الطبى بعد الزواج للإطمنان على أنفسنا فقط ولكن غير مجبرين على ذلك.

مأذون : استيفاء الأوراق الأهم

وقال "أشرف التهامى" مأذون شرعى أنه لا يتم عقد القران قبل تواجد هذه الشهادة وليس له علاقة بها وبأصحابها وإذا كانوا تم الكشف عليهم أم لا فكل ما يهمه فى الأمر أن يستوفى أوراق عقد القران فقط أما الكشف الطبى على الأزواج فهو أمر لازم ولكن ليس من إختصاصاته.

وحسب قول الدكتور "خالد أمين" استشارى طب الأطفال بالتأمين الصحى أن هذا المرض من أكثر الأمراض انتشاراً فى الدم نتيجة لزواج الأقارب وبرغم الأعداد الكبيرة التى تعد بالآلاف إلى أنه من الصعب حصر عدد الأطفال المصابة بالأمراض الوراثية لتنوعها وأيضا لوفاة كثير من الأطفال سريعا عقب إصابتهم بأمراض ثلاسيميا، هيموفيليا وأنيميا الخلايا المنجلية ولكن الذى من السهل فعله هو التأكيد على الكشف الطبى ما قبل الزواج والذى يضمن حياة صحية جيدة للزوجين وللمواليد وتشديد الرقابة من وزارة الصحة على ذلك، ويجب التوعية أيضا من قبل وسائل الإعلام لأن عدم التوعية بأهمية الفحوصات ورغم إجبارية الإجراء قانونيا إلا أنه أثر بالسلب على وعى المقبلين على الزواج وإعتقادهم أنها مجرد ورقة فقط تستخلص بالمال، وعلى الرغم من تطبيق هذا القانون منذ سنوات إلى أن فئة كبيرة من الراغبين للزواج مازالت غير واعية بضرورة الفحوصات التى تآمن لهم ولأطفالهم حياة صحية سليمة.