أمريكا تعلن الحرب الاقتصادية العالمية

جريدة البوابة المصرية
جريدة البوابة المصرية
تهنئة واجبة بالنجاح الباهر في الثانوية الأزهرية سميرة عبد العزيز في المهرجان القومي للمسرح الفن حياتي.. وكل مخرج أضاف لرصيدي «الصحة» تستقبل 60 مليون و494 ألف زيارة من السيدات لتلقي خدمات الفحص والتوعية وزير الثقافة يطلق الخطة القومية لإحياء صناعة السينما وتحويل الأصول المعطّلة لمنصات إنتاج وزير الشباب والرياضة ومحافظ الجيزة يفتتحان 5 ملاعب متنوعة بمراكز الشباب مهند الكلش يتقدم 10 مراكز في قائمة Forbes 2025 لأقوى القادة الإقليميين في التكنولوجيا محافــظ مطروح:يعتمد المرحلة الثانية لتنسيق القبول بمدارس تعليم الثانوى للعام الدراسي 2025/2026 معرض الكتاب ببورسعيد يناقش أثر الذكاء الاصطناعي على الإبداع والتحول الرقمي مدير مكافحة الإدمان وسكرتير محافظة مطروح يشهدان حفل تخريج 100 متعافي جديد رئيس الوزراء يتفقد محطة التجارب البحثية لتحلية مياه البحر بمدينة العلمين الجديدة سميرة عبد العزيز في ضيافة المهرجان القومي للمسرح اليوم.. وتوقع كتاب يوثق رحلتها المسرحية وفاء فخر المنصورة:تضع روشته لطلاب مصر للاشتراك في المسابقات العلمية العالمية

مقالات

أمريكا تعلن الحرب الاقتصادية العالمية

طلال ابو غزاله
طلال ابو غزاله

منذ بداية العقوبات التي فرضتها أمريكا على الصين وغيرها، والعقوبات المضادة مقابلها، كانت الفترة حتى أول أمس فترة إجراءات حمائية ثنائية، وإن كانت مؤثرة وأدت إلى خسائر وانكماش في الاقتصاد العالمي. إلا أن ما أعلنه الرئيس الأمريكي منذ ايام تعدى خطوط العقوبات والإجراءات التجارية لينتقل إلى مرحلة الحرب الاقتصادية.
ولعل وضع الرئيس ترامب شركة هواوي الصينية، عملاق الاتصالات الأكبر في الدنيا على القائمة السوداء مؤشر واضح على جدية وخطورة الوضع.

أضف الى ذلك طلب الرئيس الأمريكي من الشركات الأمريكية العاملة في الصين الانتقال الى أمريكا!
كل ذلك توقعته منذ أكثر من سنة، الا أن الأهم والأخطر من ذلك هو تماما ما تخوفت من حدوثه في مقال نشر بالصحف العربية والعالمية بالاول من يونيو بعنوان "الأزمة العالمية 2020 والحرب العالمية الثالثة" بأن المشكلة الأكبر في الخلاف الصيني الأمريكي هي مشكلة تتعلق بحقوق الملكية الفكرية. وربما كان حدسي مدفوعا بكوننا الشركة الأكبر على مستوى العالم في حقوق الملكية الفكرية، وبحكم مواقعي على مجالس المنظمات العالمية المعنية بهذا الموضوع. وقد تطرقت في مقابلتي مع قناة روسيا اليوم على هامش مؤتمر سانت بطرسبيرغ الاقتصادي في يونيو من العام الحالي 2019، قائلا: " أن أميركا تعتقد أن قوة الصين التقنية ناتجة عن التعدي على حقوق الملكية الفكرية الامريكية".
وعندما يعلن الرئيس الأمريكي أول أمس أن الصين سرقت حقوق أمريكا للملكية الفكرية على مدى سنوات بمبالغ يزيد مجموعها على التريليونات (التريليون= ألف مليار) هذا لا يجوز أن يستمر، وعندما أقرأ هذا التصريح فإنني أفهم منه أن المطلوب هو أن تعوض الصين أمريكا عن هذه الخسائر. وأود أن أكرر ما قلته حرفيا في مقال الأزمة العالمية 2020 والحرب العالمية الثالثة: "سوف تتحول الحروب الثنائية التقنية والتجارية والاقتصادية وحقوق الملكية الفكرية والمالية والعسكرية الى صراع شامل بين العملاقين".
إذاً نتفهم لماذا ترفض الصين الجلوس الثنائي مع أمريكا للتوصل إلى حلول وإلى نظام عالمي جديد، ذلك لأنه من المتوقع أن يكون في مقدمة جدول الأعمال المطالبة بتعويض التريليونات من الدولارات عن تلك الحقوق المتعلقة بالملكية الفكرية من قبل الصين.
ولتوضيح هذه المطالبة أقول إن المفهوم الصيني لحقوق الملكية الفكرية هو أن أي اختراع أمريكي جرى تطويره وتحسينه وإنتاجه من قبل دولة أخرى يشكل سرقة لحقوقها، أما وجهة النظر الصينية فإن قوانين واتفاقيات حقوق الملكية الفكرية تعتبر أي تطوير فيه حداثة وفائدة اختراعا جديدا. ذلك علما بأن أمريكيا ساهمت في صياغة هذا النظام العالمي ووقعت على اتفاقياته.
وغني عن البيان أنه -كما هو متوقع- عندما تطلب أمريكا تعويضا كهذا من الصين، فإن المنطق يقول أنها تستطيع أن تطلب من دولة أوروبية أو من اليابان أو من أي دولة في العالم تعويضات مماثلة. كل ذلك يجري ذلك في ظل شبه شلل للمنظمة العالمية للتجارة، لأن أمريكا تريد العودة من نظام اتفاقيات العمل المتعدد الأطراف الى التعامل الثاني.
ومن المعروف لدى المتابعين التجاريين في العالم أن الشلل الحالي في المنظمة العالمية للتجارة وغيرها من المنظمات الدولية سببه أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتقد أنه حان الوقت لنظام عالمي جديد، يحل محل النظام الذي نشأ في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
وفي مقالة مستقبلية سوف أبدي رأيي بأن هذا النظام لن ينشأ إلا بعد حرب عالمية ثالثة لأن الحروب تنتهي باتفاقيات.
ان لم يكن هذا دليل على بداية الحرب الاقتصادية العالمية، فأنا لا أعلم ما هي الحرب الاقتصادية.
كاتب المقال طلال أبو غزاله مؤسس المجموعة الدولية ابو عزاله للحاسبات والاستشارات الادارية



Italian Trulli