انعقد المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في سبتمبر الجاري في مركز فيينا الدولي بالنمسا، حيثُ ينظر مسئولون رفيعي المستوى وممثّلون عن الدول الأعضاء في الوكالة في مجموعة من القضايا المختلفة، وذلك بحضور أليكسي ليخاتشيف، المدير العام لشركة روساتوم الروسية.

قال أليكسي ليخاتشيف المدير العام لشركة روساتوم الروسية في الجلسة العامة للمؤتمر السنوي للوكالة "بالرغم من التحديات التي تواجه العالم بسبب الوباء العالمي والأزمات الاقتصادية، إلا أن الطاقة النووية أثبتت مرة أخرى فعاليتها من حيث الاستقرار والاستدامة البيئية والأمان والتكلفة". وذكر أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أثبتت أنها منظمة دولية ذات دور فعال، خاصةً وأنها نجحت في توفير أحدث معدات تشخيص فيروس كورونا إلى بعض الدول. وأضاف: "قدمت روسيا الدعم المالي للوكالة، وأنه على الرغم من تأثر الصناعة النووية الروسية بالوباء، إلا أنهم اجتازوا الاختبار بنجاح، حيث لم يتم وقف أي من مواقع البناء التابعة للشركة في روسيا أو في دول أخرى".

وأشار إلى أن وحدة الطاقة 2 من محطة الطاقة النووية "لينينغراد-2" تمتلك مفاعل VVER-1200، ووصلت إلى مرحلة التشغيل الفعلي النهائي في أغسطس "وصول مستوى الطاقة الصالحة للتحكم إلى الحد الأدنى". وحاليًا، يتم إنشاء وحدتي طاقة في موقع محطة الطاقة النووية كورسك -2 Kursk NPP-2 بتصميم VVER-TOI المبتكر. كما هنأ شركاء الشركة البيلاروسيين على بدء مرحلة بدء تشغيل محطة الطاقة النووية Ostrovets التي بدأت في أغسطس، والتي تعد المحطة النووية الأولى بمفاعل الجيل الثالث المطور GEN3+ من نوع VVER-1200 خارج روسيا.

وصرح رئيس روساتوم أن بداية تشغيل أول محطة طاقة نووية عائمة في العالم في شهر مايو مزودة بمفاعلين بسعة صغيرة. وقال: "تعد محطة الطاقة النووية العائمة في مدينة بيفيك فرصة متميزة لاستخدام وحدات الطاقة العائمة في المناطق النائية والتي يصعب الوصول إليها"، لافتًا إلى أن بناء مفاعلات أصغر قد يمثل بداية حقبة جديدة في الصناعة النووية العالمية خلال السنوات القادمة.

وفي هذا الإطار، اقترح ليخاتشيف تحديث القواعد والأنظمة الدولية المتعلقة بمحطات الطاقة النووية الأصغر، وذلك تحت رعاية الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مضيفًا أنه قد تم استكشاف تأثير توليد القدرات الأصغر لأول مرة في إطار المشروع الدولي للمفاعلات النووية المبتكرة ودورات الوقود -INPRO، والذي يتصادف مع الذكرى العشرين لتأسيسه هذا العام.

كما نوه بأن مؤتمر العام الحالي للوكالة الدولية للطاقة الذرية يتصادف مع الذكرى السنوية الـ 75 للصناعة النووية الروسية. وقال: "طوال هذه السنوات، عملنا على مواجهة التحديات العالمية، حيث تهدف إستراتيجية شركة روساتوم إلى توفير التقنيات المتطورة بهدف خدمة المجتمعات". وصرح قائلًا: "مهمتنا هي تحسين مستويات حياة المجتمعات، بالإضافة إلى المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة، ولذلك نقوم ببناء محطات طاقة نووية في روسيا وفي مختلف دول العالم، ونطور قطاعات غير منتجة للطاقة والعلوم النووية، بجانب نقل الخبرات والتقنيات الفريدة وإنشاء البنية التحتية النووية ".

واختتم أليكسي ليخاتشيف كلمته بالإعلان عن تصميم برنامج شامل لتطوير العلوم والتكنولوجيا النووية في روسيا، وقد وقع رئيس الاتحاد الروسي بالفعل على الاتفاق الخاص بهذا الموضوع.

وأضاف: "أن هندسة الطاقة النووية، ودورة الوقود المغلقة، ومحطات الطاقة النووية الصغيرة والمتوسطة السعة، بالإضافة إلى تقنيات البلازما، والاندماج النووي الحراري هي أولوياتنا على المدى المتوسط. في حال التزامنا بمبادئ الشراكة والمهنية والثقة، ومنع تداخل السياسة في الصناعة النووية، سنستطيع تخطي جميع التحديات، وذلك بشرط توحيد جهود جميع الجهات المعنية، علاوة على تولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية دور محوري بهدف التعاون متبادل المنفعة". وأكد بالنيابة عن الحكومة الروسية، روسيا ستواصل دعم الوكالة الدولية للطاقة الذرية في جميع المجالات.