أخبار
أبو الغيط: الثقافة العربية ركيزة أساسية في بنيان التعاون والتضامن العربي
قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط إن الثقافة العربية ركيزة أساسية في مفهوم العروبة والقاعدة الحقيقة التي يستند اليها بنيان التعاون والتنسيق والتضامن العربي فضلا عن كونها العروة الوثقى الجامعة لابناء الامة العربية والحلقة الواصلة بين ماضي العرب وحاضرهم ومستقبلهم.
جاء ذلك في كلمة خلال الاحتفالية التي إقامتها المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة (الالكسو) بمناسبة اليوبيل الذهبي للمنظمة والتي وزعتها الجامعة العربية اليوم.
واشار الامين العام الى اهمية الاحتفالية كونها تمثل احتفالا بميلاد واحدة من اعرق منظمات العمل العربي المشترك في مجالات التربية والتعليم والثقافة والتراث والعلوم والبحث العلمي.
وأكد ان الناظر للثقافة العربية في مسيرتها الطويلة والغنية عبر القرون يدرك ان اهم ما يميزها تلك النظرة الانسانية الرحبة كونها ثقافة جامعة تمنح المجال للجميع بأن يكون لهم دور ونصيب المسلم وغير المسلم العربي والأعجمي ،لافتا الى انها تستوعب والاقصى وتحتوى ثقافات الآخرين من دون اتباع او إذاعات.
واوضح ابو الغيط ان ازمة الثقافة العربية الان ليست سوى انعكاس لانحسار هذه النظرة الانسانية المتسامحة الواثقة وسيادة منطق اخر هو إلاقصاء والانعزال.
وقال: لقد شاهدنا جميعا كيف تآكل بعض مظاهر التسامح والانفتاح من الثقافة العربية وكيف تسللت اليها جرثومة التعصب والتطرف والاستعلاء على الآخر أو احتقاره ونبذه.. والاكتفاء بالذات والافتتان المرضي بها،لافتا الى ان تطوارت العقد الماضي اثبتت أن هذه الامراض التي أصابت بعض اوجه الثقافة العربية للأسف لها صلة وثيقة بما أصاب بعض مجتمعاتنا من نزاعات طائفية وعنف يرتدي عباءة الدين واحتراب بين أبناء الوطن الواحد.
واضاف ابو الغيط ان قضية الثقافة هى اولى قضايا الامن القومي وثقافة الانغلاق والماضوية ورفض الاخر تفضي حتما الى تفسح المجتمعات وتناحر ابنائها وانغماسهم في حروب طائفية ودينية مدمرة او ان تصبح هذه المجتمعات مصانع تفرخ الارهابيين.
ودعا ابو الغيط لتجديد الثقافة العربية تجديد ينطلق من هويتنا ولايتجاوزها او يهمشها بل يعيد صياغتها بأدوات الحاضر وعقلية الحاضر.
ونوه بالدور الهام للالكسوا كونها الأمينة على هذه المهمة الخطيرة والضرورية لانها بحكم التكوين والخبرة والكوادر الرائعة التي تضمها بين جنباتها تظل الاقدر على احياء تراثنا العربي على نحو يخدم حاضرنا ولايحول بينا وبين مستقبلنا كما أنها الأنجح في قراءة تطورات عالمنا المعاصر وملاحقتها ومواكبتها.