أخبار
وزير الأوقاف: جائحة كورونا أثبتت حاجتنا لإعمال العقل في فهم نصوص الدين
قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن فقه التعامل مع جائحة كورونا قد بيَّن مدى الحاجة الملحة إلى الخروج من الآفاق الضيقة التي تمثلت عند بعض المحسوبين على الخطاب الديني في حفظ أحكام بعض المسائل دون النظر بعين الاعتبار في فقه المقاصد، وفقه المآلات، ومراعاة ظروف الزمان والمكان وأحوال الناس ومستجدات العصر وطوارئه.
وأضاف خلال كلمته التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر فقه الطوارئ الذي ينظمه إلكترونيًا كل من مجلس الإفتاء الشرعي بدولة الإمارات ورابطة العالم الإسلامي، اليوم السبت: علم الفقه ليس بديلا لعلم الطب ولا العكس، كما أن الدعاء ليس بديلا للدواء ولا العكس، فنحن في حاجة إلى الفقه والطب ليتكاملا في تحقيق مصالح البلاد والعباد، كما أننا في حاجة إلى الدعاء والدواء معًا.
ونبّه الوزير إلى أننا أصبحنا أكثر من أي وقت مضى في أمس الحاجة إلى إعمال العقل في فهم صحيح النص من خلال القواعد العلمية والمنطقية لفهمه، والانتقال من مناهج الحفظ والتلقين إلى مناهج الفهم والتحليل، سواء في مناهجنا التدريسية أم في برامجنا التدريبية أم في كتابتنا العلمية أو الصحفية أو أحاديثنا الإعلامية، وأنه لا غنى لنا عن العودة إلى جذورنا العلمية في القواعد الفقهية والأصولية والاستفادة من العلوم العصرية على حد سواء، مع تأكيده أن العلم النافع هو مطلق العلم الذي ينفع الناس في شئون دينهم ودنياهم، وأن أهل الذكر في كل علم وفن هم أهل الاختصاص فيه، فليس علم الفقه بديلا لعلم الطب ولا العكس، كما أن الدعاء ليس بديلا للدواء ولا العكس، فنحن في حاجة إلى الفقه والطب ليتكاملا، وإلى الدواء والدعاء معًا، فلن يجدي الدواء إلا بإرادة رب الأرض والسماء بإعمال الأسباب في مسبباتها، فمن خاصية السكين أن تذبح لكنها لم تذبح إسماعيل عليه السلام، ومن خاصية النار أن تحرق لكنها لم تحرق إبراهيم عليه السلام، ومن شأن الحوت أن يهضم ما يبتلع لكنه لم يهضم يونس عليه السلام، لأن الأمر في إعمال الأسباب في مسبباتها عند من أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون.