على شَاطىء المَعنَى ”

جريدة البوابة المصرية
جريدة البوابة المصرية
تهنئة واجبة بالنجاح الباهر في الثانوية الأزهرية سميرة عبد العزيز في المهرجان القومي للمسرح الفن حياتي.. وكل مخرج أضاف لرصيدي «الصحة» تستقبل 60 مليون و494 ألف زيارة من السيدات لتلقي خدمات الفحص والتوعية وزير الثقافة يطلق الخطة القومية لإحياء صناعة السينما وتحويل الأصول المعطّلة لمنصات إنتاج وزير الشباب والرياضة ومحافظ الجيزة يفتتحان 5 ملاعب متنوعة بمراكز الشباب مهند الكلش يتقدم 10 مراكز في قائمة Forbes 2025 لأقوى القادة الإقليميين في التكنولوجيا محافــظ مطروح:يعتمد المرحلة الثانية لتنسيق القبول بمدارس تعليم الثانوى للعام الدراسي 2025/2026 معرض الكتاب ببورسعيد يناقش أثر الذكاء الاصطناعي على الإبداع والتحول الرقمي مدير مكافحة الإدمان وسكرتير محافظة مطروح يشهدان حفل تخريج 100 متعافي جديد رئيس الوزراء يتفقد محطة التجارب البحثية لتحلية مياه البحر بمدينة العلمين الجديدة سميرة عبد العزيز في ضيافة المهرجان القومي للمسرح اليوم.. وتوقع كتاب يوثق رحلتها المسرحية وفاء فخر المنصورة:تضع روشته لطلاب مصر للاشتراك في المسابقات العلمية العالمية

مقالات

على شَاطىء المَعنَى ”

محسن عبد الخالق
محسن عبد الخالق
على شَاطىء المَعنَى "
هذه لَقطَة حَيَّة وغَنِيَّة ، لَونًا ، وصَوتًا ، ونَبضًا ..
أَمسَكَت بها عَدَسَة صدِيقى الفَنَّان اللَّامِع " شَرِيف شُكرى " فى غَفلَة من أَمرى ! .
لوحة :
هذا الصَّيَّاد خَابَرَ صَيد اللِّآلىء ، هو يَقِفُ على شَاطىء المَعنَى يرهف السَّمع للقَوَاقِعِ ..
يَستَخرِج من الأَعمَاقِ اللّآلِىء ، والمَحَارُ ، والدُّرَر ..
وعلَى طَرَفِ قصى من الشاطىء وقف يستَخرج من الأَعمَاقِ السَّحِيقَة مَعَانٍ جَدِيدَة تَتَزَيَّن بها اللُّغَة ، ويُرَاقِب المَوج يَتَسَابَق إِلى الشَّاطىء لِيُنقِذه من الغَرَق ..
المَوجُ يَمضِى فى هَمسِهِ لِرِمَالِ الشَّاطىء يَروِى قِصَّتَهُ وَنَجوَاهُ اللَّتَين لَن تَنتَهِيَا إِلَّا إِذَا انتَهَى الزَّمَان ..
الصَّيَّادُ يُحَاول الإِنصَات فَلَا يَسمَع شَيئًا إِلَّا هَدِير المَوج ، وَدَبِيب قَدَمَيهِ على الشَّاطَّىء .. فَجأَةٌ ..
اختَفَت موجَة وَسَط الرَّمل :
الرَّملُ سَاتِر عرض المَوج ..
المَاءُ لَيس لَهُ ثَوب ..
الشَّاطِىء كَاتِم أَسرَار المَوج ..
فى هذه اللحظة ..
وبَينَمَا كان الصَّيَّادُ يَقرَأ تَارِيخ المَاءِ ..
اذا هو يتذَكر هذا البيت من شعر " حافظ ابراهيم " الذى لمع برقا فى خواطره :
" أنا البحرُ فى أحشائِهِ الدرُّ كامِنٌ .. فَهَل سَأَلُـوا الغَـوَّاصَ عَـن صَدَفَاتـى؟ " .
وراح يتأمل بواعث الجمال فى هذا البيت من الشعر ، وهو يتحدث همسا الى نفسه :
لقد وفق الشاعر فى اختياره كلمة " الدرُّ " بوصفها اللؤلؤة رائعة الجمال ..
ثم يتبدى التفوق فى دقة التصوير حين وصف البحر وفى احشائه الدرُّ ، وكيف كمن في جوفه أثمن المجوهرات وهى :
" اللغة العربية " ..
التي شبهها باللؤلؤة ..
ثم استفاق على هذا المعنى :
أَنَّ المَاءَ يقدر أَن يكون حَارِسًا على كُلِّ شِىَء إِلَّا على الرَّملِ ..


Italian Trulli