أخبار
هما دول المصريين.. أقباط المنيا يصنعون أكبر فانوس رمضاني
حمل أرمانيوس فوزي، عشية أول يوم في الشهر الكريم، رفقة بعض جيرانه الأقباط فانوسًا ضخمًا، لتعليقه قبالة مسجد قريته "الحتاحتة" بمحافظة المنيا، وذلك لكسر الصمت الذي خيم على الأجواء هذه الأيام، ولتهنئة جيرانه المسلمين الذين حُرموا من التواجد داخل المساجد هذا الشهر، كإجراء احترازي اتقاءً لانتشار فيروس (كوفيد-19).
العديد من المباركات انهالت على أرمانيوس من قِبل جيرانه ليلة عيد القيامة كما اعتاد، غير أنه فوجئ بتعزيتهم له لإغلاق الكنيسة لأول مرة هذا العيد بسبب انتشار فيروس كورونا، فأدرك أن حزنهما واحد، حتى لمعت في ذهنه فكرة بعينها "فكرت أعمل حاجة تشغلهم شوية عن أنهم هيقضوا الشهر الكريم من غير طقوس رمضانية وأدخل الفرحة في قلوبهم".
وعلى مدار أربعة أيام متتالية، انكب أرمانيوس على صناعة الفانوس، فشرع في تصميمه، وصنعه من مادة الخشب التي اعتاد تشكيلها كما يحلو له بحكم عمله كنجارٍ "قررت هعمله ضخم"، فصنعه بطول أربعة أمتار ونصف، مما أرهقه، لاحظ بعض جيرانه من أقباط القرية، فسارعوا في عرض مساعدتهم "7 من أصحابي ساعدوني في تنفيذ الفانوس".
داخل ورشة النجار صاحب الـ36 ربيعًا، انخرط رفقة أصدقائه في صنع الفانوس، تتعالى ضحكاتهم، فيما تتحرك أياديهم سريعة للانتهاء من عملهم الذي أبقوه سرًا حتى فرغوا "كنا حابين نعملها مفاجأة لأخواتنا وجيراننا في القرية"، رغم أنهم اعتادوا قيامه بالعديد من الأنشطة الخيرية خاصة في الشهر الكريم.
وتملكت الشاب أرمانيوس، سعادة غامرة ما أن تلمس فرحة أهالي القرية بحجم الفانوس ومبادرته به في هذا التوقيت "إحنا بلدنا مليانة حب، أساسًا ما تعرفيش تميزي مين المسلم والمسيحي"، غير أنه شعر بحجم ما صنعه عندما أخبره أحد جيرانه "أنا كنت زعلان أن بيت ربنا اتقفل بس فانوسك حاسسني أن كل بيوت الرحمن اتفتحت في وشي".