عندما سافر القدر .. يوما مع المنطق

جريدة البوابة المصرية
جريدة البوابة المصرية
تهنئة واجبة بالنجاح الباهر في الثانوية الأزهرية سميرة عبد العزيز في المهرجان القومي للمسرح الفن حياتي.. وكل مخرج أضاف لرصيدي «الصحة» تستقبل 60 مليون و494 ألف زيارة من السيدات لتلقي خدمات الفحص والتوعية وزير الثقافة يطلق الخطة القومية لإحياء صناعة السينما وتحويل الأصول المعطّلة لمنصات إنتاج وزير الشباب والرياضة ومحافظ الجيزة يفتتحان 5 ملاعب متنوعة بمراكز الشباب مهند الكلش يتقدم 10 مراكز في قائمة Forbes 2025 لأقوى القادة الإقليميين في التكنولوجيا محافــظ مطروح:يعتمد المرحلة الثانية لتنسيق القبول بمدارس تعليم الثانوى للعام الدراسي 2025/2026 معرض الكتاب ببورسعيد يناقش أثر الذكاء الاصطناعي على الإبداع والتحول الرقمي مدير مكافحة الإدمان وسكرتير محافظة مطروح يشهدان حفل تخريج 100 متعافي جديد رئيس الوزراء يتفقد محطة التجارب البحثية لتحلية مياه البحر بمدينة العلمين الجديدة سميرة عبد العزيز في ضيافة المهرجان القومي للمسرح اليوم.. وتوقع كتاب يوثق رحلتها المسرحية وفاء فخر المنصورة:تضع روشته لطلاب مصر للاشتراك في المسابقات العلمية العالمية

مقالات

عندما سافر القدر .. يوما مع المنطق

صفاء الطويل
صفاء الطويل
يُحكَى أنهُ... كانَ هُناك شخصاً يُسمَى (القدَر) وشخصاً آخر يُدعَى (المنطِق) كانا يركبا سوياً شاحنة في سفرٍ طويل وأثناء الطريق تعطلت الشاحنة وحاولا أن يُكملا طريقهما سيرا على الأقدام ولكن .. نالَ منهُما التعب فحاولا أن يجدا لهما مأوى قبل أن يحِل عليهما الليل ولكنّ دونَ جدوى فقرر (المنطق) أن ينام تحت شجرةٍ كانت بجانب الطريق أما (القدر) فقرر أن ينام في منتصف الطريق فقال له (المنطق) : إن ما تفعله هو الجنون سوف تُعرِض حياتك للخطر وربما للموت فمن الممكن أن تأتي سيارة مسرعة وتدهسك فقال له( القدر) مُبتسماً : وما أدراكَ .. فربما تأتي سيارة وتراني فتنقذنا معاً وبالفعل .. نفذَ كلٍ منهما ما إنتواه فنامَ (المنطق) تحت الشجرة آمنا مُطمئناً أما ( القدر) فتمدَد في نهر الطريق آملا في تحقيق نظريته الإحتمالية للنجاه وبعد مرور ساعة تقريبا جاءت سيارة مُسرعة ولما رأى سائقها الذي كان يسير بأقصى سرعة شخصٌ في طريقه حاول أن يتوقف .. ولكنه فشل في ذلك فكان عليه أن ينحرف بكامل سرعته عن الطريق حتى لا يدهس (القدر) ولكنه عند انحرافه عن الطريق لتفادي (القدر) قد اصطدم وبكل قوة بالشجرة التي على جانب الطريق فدهس (المنطق) وقضى عليه في الحال وهُنا.. إنتصرَ ( القدر) ونجا وهُزِم (المنطق) فمات رغم ماكان يشعرُ به من ثقةٍ و إطمئنان هكذا هو حالُنا... نُفكرُ ونضع الخِطط والاحتمالات وربما الآمال والأحلام فنُصدَم .. عندما نرى النتائج التي لم تكن في حُسباننا و التي لم تتفق ولا تتسق مُطلقا مع المُعطيات فحياتِنا ليست نظرية مُسلَّم بها وليست مُعادلة محسومة الأطراف معلومة النتائج وأيضا .. ليست متروكة ليُديرها المنطق بِكل ثوابته وبديهياتِه ومُسلماتِه فهناكَ قُوَى أعلى وأحكم وأعقل تُديرُ هذا العالم وإن لم نُدركها نحنُ بضعفنا ومحدوديتنا في حينها.. فسيأتي الوقت ونعلمُها حينما نراها بأعيننا تجاربٍ حَية نعيشها ونكونُ نحن نتائجُها وإن كان يكفينا شرفُ المحاولة وفي تقديري.. أننا سنؤجَر بإذن الله على كل محاولة وكل مقاوَمة وكل فكرة اختلقتها عقولنا لحل المعادلة وتبسيط الحياه على أنفسنا وغيرنا فيجب ألا نتوقف عن المحاولة والمقاومة واستعمال عقولنا وادراكنا حتى نستطيع تقبل أقدارنا حين تأتي فنكون قد إجتهدنا و أرحنا ضمائرنا وقمنا بواجبنا تجاه أنفسنا وإن اختلفت أقدارنا مع ما نأملهُ ونحلمُ بهِ ومع ما تستوعبهُ عقولنا وقلوبنا فهنالِك .. يجبُ الاستسلام و التسليم ولا نسألنَّ عن السبب فهناك ربٌ ( سبحانُه) بيدهِ القدَر ويُعطينا ويبتلينا على قدر إحتمالنا وإن اعتقدنا غير ذلك لبعضِ الوقت ... فهوَ خالقُنا و الأرحمُ بِنا والأعلمُ .. بِأحوالنا اللهُم جَمِّل أقدارنا .. وأرضى عنا وارضنا ربنا ولا تُحملنا مالا طاقة لنا به واعفُ عنا وإغفر لنا وارحمنا اللهم آمين يارب العالمين


Italian Trulli