خرج المزارع سيد، من منزله بقرية الأحايوة شرق، التابعة لمدينة أخميم سوهاج، قاصدا أرضه الزراعية ليروي الزرع، لكنه لم يعد مرة أخرى إلى منزله وأطفاله الصغار ليكتب سلك كهربائي متهالك نهاية حياته داخل أرضه التي نشأ وتربى فيها ومات على ترابها، بعدما سقط السلك في الماء.

بدأت الشمس ترسل أشعتها الذهبية على قرية الأحايوة شرق وبدأ المزارعون يتوجهون إلى أرضهم الزراعية منهم من يروي أرضه، ومنهم من يخرج بماشيته لإطعامها، ومنهم من يتفقد الزراعات.

حمل "سيد"، فأسه واتجه إلى أرضه الزراعية ليرويها، شغل ماكينة الري الخاصة به بعد أنهى تجهيز المجرى الذي تسير فيه المياه، بدأت المياه تتدفق إلى أحواض الزرع، وبكل جد ونشاط يسبق سيد المياه يزيل العوائق من أمامها لتصل إلي جميع النباتات.

سيد قضي حياته كلها في أرضه الزراعية التي ورثها عن والده فمنذ طفولته كان يذهب للأرض بصحبة والده وعندما كبر وتزوج بدأ يصطحب أطفاله معه ليحكي لهم قصته مع الأرض وعشقه لها، وأنها هي سنده في الحياة.

عشق سيد لأرضه الزراعية كتب نهايتها سلك كهربائي يمر فوقها، عندما سقط السلك في الماء بسبب تهالكه فسرت شحنات الكهرباء في الماء لتصل الي جسد سيد، فيسقط صريعا داخل ارضه، وكأن الأرض ابت انا يفارقها وتخرج روحه بعيد عنها.

كان اللواء حسن محمود، مدير أمن سوهاج، قد تلقي إخطارا يفيد ورود إشارة من مستشفي أخميم المركزي، بوصول "علي.م.ا.ث"50 عاما مزارع ويقيم بناحية الأحايوة شرق دائرة المركز "جثة هامدة" ادعاء صعق كهربائي.

وبسؤال شقيقه "سيد.م.أ" 41 عاما مزارع ويقيم بذات الناحية قرر بأنه أثناء قيام شقيقه بري أرضه الزراعية سقط عليه أحد الأسلاك الكهربائية المارة أعلي الأرض مما نتج عنه صعقه ووفاته، ونفي الشبهة الجنائية.

ورد تقرير مفتش الصحة يتضمن أن سبب الوفاة "صدمة عصبية" نتيجة صعق كهربائي ولا توجد شبهة جنائية وأيدت تحريات إدارة البحث الجنائي ذلك، وصرحت النيابة العامة بدفن الجثة.