الدكتور محسن عبد الخالق يكتب: «خَلطة عَشوَائية من اللصُوصِ»

جريدة البوابة المصرية
جريدة البوابة المصرية
تهنئة واجبة بالنجاح الباهر في الثانوية الأزهرية سميرة عبد العزيز في المهرجان القومي للمسرح الفن حياتي.. وكل مخرج أضاف لرصيدي «الصحة» تستقبل 60 مليون و494 ألف زيارة من السيدات لتلقي خدمات الفحص والتوعية وزير الثقافة يطلق الخطة القومية لإحياء صناعة السينما وتحويل الأصول المعطّلة لمنصات إنتاج وزير الشباب والرياضة ومحافظ الجيزة يفتتحان 5 ملاعب متنوعة بمراكز الشباب مهند الكلش يتقدم 10 مراكز في قائمة Forbes 2025 لأقوى القادة الإقليميين في التكنولوجيا محافــظ مطروح:يعتمد المرحلة الثانية لتنسيق القبول بمدارس تعليم الثانوى للعام الدراسي 2025/2026 معرض الكتاب ببورسعيد يناقش أثر الذكاء الاصطناعي على الإبداع والتحول الرقمي مدير مكافحة الإدمان وسكرتير محافظة مطروح يشهدان حفل تخريج 100 متعافي جديد رئيس الوزراء يتفقد محطة التجارب البحثية لتحلية مياه البحر بمدينة العلمين الجديدة سميرة عبد العزيز في ضيافة المهرجان القومي للمسرح اليوم.. وتوقع كتاب يوثق رحلتها المسرحية وفاء فخر المنصورة:تضع روشته لطلاب مصر للاشتراك في المسابقات العلمية العالمية

مقالات

الدكتور محسن عبد الخالق يكتب: «خَلطة عَشوَائية من اللصُوصِ»

عاشت الجماهير المصرية لحظة توافر لها كل عناصر المأساة ، يقود إليها اليأس أكثر مما يدفع الرجاء ..
أمس ..
كان الغَيم يَذوبُ حُزنًا فى الأُفقِ ، وكان يمكنك أن ترى السماء وهى تُمطر حزنًا ..
فى ملعب كُرة القدم ..
لم تكن الجماهير الوَفِيَّةُ تهتف وإنما كانت تعزف على أوتار الغَضَب ، وكان شَهيقها وزفيرها جُرحان ينزفَان فى الهواء !
فى مُدرجات كان يُمكنك أن تسمع مَوجات الصَّوت جريحة وهى تهتف بمشاعر الأسى ..
فى البيوت ..
كان هناك قلوب إنكسرت وأفئِدة إنجَرحت ..
كان هناك مشاعر تختلج ، وتتمزّق ، وهى تتدفق فى شريان الوقت ..
كان هناك ملايين من عشاق الكرة تغرق فى الدموع ، ذلك أن ما رأوه فعلًا تناقض مع ما إنتظروه حُلمًا ..
وكان قَلق " مصر " له صوت خاص نَحِسُّ به وكأنه يُولدُ فى حَنَاجِرنَا ..
للفشل ذبذبات تسبق قُدومه ..
فىى مُقدّمة هذه الإهتزازات أن الخِيَانَة مُقيمة فى " إتحاد كرة القدم المصرى " إقامة دائمة ، بل أن هذا الإتحاد هو نفسه كان الخائن دائما فى جميع الأحوال ..
فى " مُنديال روسيا " كان واضحًا أننا أمام فشل واقع وآخر مُتَوقَّعُ ، وأننا ندخل فى نفق ولا نخرج من نفق بعده ، وأن قِشرَة االفساد داخل إتحاد كرة لقدم صُلبَة وسَميكة وأنها تكلَّسَت طبقات ، طبقَة تقوم فوق طبقة ، وطابق يرتفع على طابق تحته ، وأن الداء فاتك ، وأن التطهير تأخَّر ..
كان " الجميع " يعلم أننا أمام فساد ذمم غير مَسبُوق ..
وكان " الجميع " يعلم أن هذا الإتحاد يعرف كيف يبتكر الخراب ؟..
وكان " الجميع " يعلم أن هناك عناصر متلافة فى هذا الإتحاد تقوم بدور المُجرم فى صناعة تاريخ رياضة كرة القدم المصرية ..
وكان الأخطر أن تصبر " الوطنية المصرية " على الخطأ بوصفه صوابًا ، ولا تستأصل الداء بدوائه وإنما تُغَيّره بداء آخر أشد ..
وهى تعلم أنه لن يرحمنا التاريخ ..
ولشد ما أخشى أن نكون الأمة الوحيدة التى يُكَرر فيها التاريخ نفسه ، ذلك أن التاريخ لا يُكرّر نفسه ، وإذا فعل فهو فى المَرَّة الأولى صانع " دِرَاما كبيرة " ، وهو فى الثانية صانع " مهزلة " والمهازل لا تحتاج إلى أوصاف تقيس حجمها ..
يجب ألا نكتفى بإستقالة هؤلاء اللصوص وأنما تأخذ التحقيقات مجراها حتى يستقم ميزان العدالة المائل ، ذلك إن أسوء ما تبتلى به أمة من الأمم أن تصاب فى " روحها " ، أو يسرق منها " حلمها " ! .
اذا كان غياب الحساب خطأ فى نظر القانون ، فإنه جريمة لا تغتفر فى حق التاربخ ..
ظنى أن الجماهير العظيمة بحسّها التراجيدى لن تترك لصوص الجبلاية تهرب بغير عقاب ، ان هذه الجماهير نفسها تعلم أنه بوجود هذه العناصر المتلافة على مقاعدها يعنى اننا لن نتجاوز المحنة ، بل ولن نقترب من نُقطة الوُصُول أبدا .
أن هذه الجماهير الكريمة الآن تتمزَّق صبرً وأن الصبر لم يبق له مجال يحتمل الإستمرار ..
لقد كان محزنًا ومؤسفًا معًا أن غَاب عن " الجميع " :
أن الوسائل الرَّدِيئة لا يُمكن أن تَخدِم غَاية نَبِيلَة ..
يبقى صوت إبنتى المخنوق بالدموع يقول :
مش مهم بكرة " مصر " لازم هتكسب تلك هى :
" لقطة البطولة " ..



Italian Trulli