الطلاق .. خنجر.. في قلب الاقتصاد المصري

جريدة البوابة المصرية
جريدة البوابة المصرية
تهنئة واجبة بالنجاح الباهر في الثانوية الأزهرية سميرة عبد العزيز في المهرجان القومي للمسرح الفن حياتي.. وكل مخرج أضاف لرصيدي «الصحة» تستقبل 60 مليون و494 ألف زيارة من السيدات لتلقي خدمات الفحص والتوعية وزير الثقافة يطلق الخطة القومية لإحياء صناعة السينما وتحويل الأصول المعطّلة لمنصات إنتاج وزير الشباب والرياضة ومحافظ الجيزة يفتتحان 5 ملاعب متنوعة بمراكز الشباب مهند الكلش يتقدم 10 مراكز في قائمة Forbes 2025 لأقوى القادة الإقليميين في التكنولوجيا محافــظ مطروح:يعتمد المرحلة الثانية لتنسيق القبول بمدارس تعليم الثانوى للعام الدراسي 2025/2026 معرض الكتاب ببورسعيد يناقش أثر الذكاء الاصطناعي على الإبداع والتحول الرقمي مدير مكافحة الإدمان وسكرتير محافظة مطروح يشهدان حفل تخريج 100 متعافي جديد رئيس الوزراء يتفقد محطة التجارب البحثية لتحلية مياه البحر بمدينة العلمين الجديدة سميرة عبد العزيز في ضيافة المهرجان القومي للمسرح اليوم.. وتوقع كتاب يوثق رحلتها المسرحية وفاء فخر المنصورة:تضع روشته لطلاب مصر للاشتراك في المسابقات العلمية العالمية

مقالات

الطلاق .. خنجر.. في قلب الاقتصاد المصري

محمد عبد المنصف
محمد عبد المنصف

أوشكت مصر أن تصبح واحدة من أكثر دول العالم من حيث حجم الخلافات الاسرية، بعد أن وصلت حالات الطلاق فيها الي أكثر من 170 ألف حالة طلاق سنويا، يقع اغلبها خلال السنوات الثلاث الاولي من الزواج، مما يؤكد تعرض مصر لكارثة اجتماعية أشد فتكا من الحروب التي خاضتها مع اسرائيل و الارهاب، ذلك ان الطلاق لا يؤدي الي انهيار أسرة فحسب بل انه يفرخ جيلا جديدا من الشباب مهلهل الفكر مضطرب النفس فكيف سيكون عنصرا فاعلا في وطنه.

أما سبب تفشي الظاهرة فيرجع بالأساس الي جهل الشاب والفتاة بتعاليم الدين حول طريقة اختيار شريك الحياة، فالاسلام كان واضحا حين فرض للزوجة نحو 70 حقا علي الزوج يجهلها اغلب النساء والرجال علي السواء ، كما فرض للزوج نحو 36 حقا علي الزوجة بغية استقامة الحياة الزوجية.. ولكن أين التعليم.

أضف الي ذلك البعد الاجتماعي فالزوجه عاشت عمرا لا يقل عن عشرين عاما في بيت اهلها تعودت خلالها علي تقاليد وسلوكيات شخصية محددة، فاذا بها تنتقل بين عشية وضحاها لبيت الزوجية دون ان يتم تأهيلها أو تدربها امها علي التعامل مع مشاكل الحياة اليومية، اما العنصر الاكثر خطورة فهو عدم اهتمام الزوجين بالكشف الطبي قبل الزواج أو اجراؤه بطريقة صورية، خاصة وأن الطيب المختص هو طبيب الأمراض النفسية ، وأن المجتمع المصري تعود ألا يذهب للطبيب ا لنفسي الا اصحاب الأمراض العقلية، علما بانه أجدر انسا علي شرح الطريقة الصحيحة لممارسة العلاقة الجنسية بين الطرفين ، حتي لا تكون أحد اسباب الانفصال في المستقبل بينهما.

وعلي الجانب الاخر فان اغلب الشباب يركز في اختيار شريك حياته علي مدي اشتياقه للطرف الآخر بصرف النظر عن مدي اتفاق الطرفين في الصفات، وطبيعي أن تنتهي مثل هذه العلاقة بالطلاق ، ورحم الله "عباس محمود العقاد" حين قال من اختار شريكه علي اساس الرغبة الجنسية فبشره بالطلاق العاجل ومن اختار شريكه بالعقل فبشره بدوام العشرة حتي الموت .

أما الخطر الاقتصادي فبحسبة بسيطة فان 170 الف حالة طلاق سينتج عنها مشكلة البحث عن شقة اضافية لاقامة الزوجه مع مولودها او لاقامة الزوج بعد مغادرته بيت الزوجية وسيصعف حتما حجم انتاج الزوج والزوجة في عملهم ، كما سيقضي العائلتان وقتا طويلا اما في الصلح بين الاثنين او في استضافة ابنهم او بنتهم ومحاولة التخفيف عنهم.

أخيرا يكفي أن اشير الي أن اليابان حكمت الصين 100 عام بنشر المخدرات والأفيون بين الشباب ، ولم تنهض الصين الا بعد ان تخلصت من ذلك ا لوباء وقضت بصورة كبيرة علي تجارة المخدرات داخلها،مما يؤكد الإستقرار الإجتماعي عنصرا مهما في قوة الشعوب علي مواجهة التحديات الخارجية التي تهددها، وربما كان انتشار الفيسبوك بصورة غير رشيدة، بما يحمله من صور مخلة .. وافلام غير مقبولة لدي مجتمعاتنا سببا من اسباب الخلل الاجتماعي، وكذلك كثرة التقاط الصور السيلفي التي قد تصل الي 100 صورة في اليوم الواحد كل ذلك ادي في النهاية الي اهتزاز عقول الشباب وصناعة جيلا غير متزن .

الأمر حتما يتطلب حملة قومية لتوعية الشباب بكيفية التعايش الاجتماعي، وكيفية تربية الاولاد لانهم خلقوا حقا "لزمان غير زماننا"، يتحاورون بأفكار وتكنولوجيات لم تكن قد صنعت علي عهدنا غير ان الخبرة العملية لا يكتسبها الانسان الا من تراكم خبرات التجارب التي مرت أمامه .. حفظ الله أولادنا من كل شر .



Italian Trulli