د. فوزي بونس: في اليوم العالمي لمهارات الشباب ... الذكاء الاصطناعي والمهارات الرقمية

جريدة البوابة المصرية
جريدة البوابة المصرية
تهنئة واجبة بالنجاح الباهر في الثانوية الأزهرية سميرة عبد العزيز في المهرجان القومي للمسرح الفن حياتي.. وكل مخرج أضاف لرصيدي «الصحة» تستقبل 60 مليون و494 ألف زيارة من السيدات لتلقي خدمات الفحص والتوعية وزير الثقافة يطلق الخطة القومية لإحياء صناعة السينما وتحويل الأصول المعطّلة لمنصات إنتاج وزير الشباب والرياضة ومحافظ الجيزة يفتتحان 5 ملاعب متنوعة بمراكز الشباب مهند الكلش يتقدم 10 مراكز في قائمة Forbes 2025 لأقوى القادة الإقليميين في التكنولوجيا محافــظ مطروح:يعتمد المرحلة الثانية لتنسيق القبول بمدارس تعليم الثانوى للعام الدراسي 2025/2026 معرض الكتاب ببورسعيد يناقش أثر الذكاء الاصطناعي على الإبداع والتحول الرقمي مدير مكافحة الإدمان وسكرتير محافظة مطروح يشهدان حفل تخريج 100 متعافي جديد رئيس الوزراء يتفقد محطة التجارب البحثية لتحلية مياه البحر بمدينة العلمين الجديدة سميرة عبد العزيز في ضيافة المهرجان القومي للمسرح اليوم.. وتوقع كتاب يوثق رحلتها المسرحية وفاء فخر المنصورة:تضع روشته لطلاب مصر للاشتراك في المسابقات العلمية العالمية

مقالات

د. فوزي بونس: في اليوم العالمي لمهارات الشباب ... الذكاء الاصطناعي والمهارات الرقمية

انطوني جوتيريش
انطوني جوتيريش

يحتفل بـ اليوم العالمي لمهارات الشباب في 15 يوليو من كل عام وهو يوم أقرّته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2014 بهدف تسليط الضوء على أهمية تمكين الشباب بالمهارات التقنية والمهنية والرقمية لمواكبة متطلبات سوق العمل المتغير وتعزيز دورهم في تحقيق التنمية المستدامة. ويعد هذا اليوم منصة عالمية لرفع الوعي بالتحديات التي يواجهها الشباب في التوظيف والتدريب والدعوة إلى الاستثمار في التعليم والتأهيل النوعي الذي يجهزهم للمستقبل.

وفي الاحتفال به في هذا العام 2025 يمكن الاشارة الي أنه لم يعد تمكين الشباب خيارا بل ضرورة استراتيجية لضمان مجتمعات مزدهرة واقتصادات مرنة ومستقبل مستدام من خلال تمكين الشباب بالذكاء الاصطناعي والمهارات الرقمية. هذا وفي ظل التسارع التكنولوجي الهائل يتبوأ الذكاء الاصطناعي (AI) والمهارات الرقمية مكانة محورية في رسم ملامح التنمية مما يجعل من تمكين الشباب في هذه المجالات استثمارا مباشرا في أهداف التنمية المستدامة (SDGs) وتعزيز جودة الحياة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.

أولا: لماذا الذكاء الاصطناعي والمهارات الرقمية للشباب؟

- يمثل الشباب اليوم أكثر من 50% من سكان العالم النامي، وهم الأكثر قدرة على التكيّف مع التغيرات التكنولوجية.
- يمتلك الذكاء الاصطناعي والمهارات الرقمية القدرة على:
- خلق وظائف جديدة وقطاعات مبتكرة.
- تحسين جودة التعليم والصحة.
- تعزيز كفاءة الحوكمة والإدارة.
- حل مشكلات بيئية ومناخية معقدة.
ثانيا: محاور التمكين الرقمي والذكاء الاصطناعي
1. التعليم والتدريب الرقمي
- دمج الذكاء الاصطناعي والبرمجة في المناهج.
- إنشاء منصات تعليمية مفتوحة (MOOCs).
- توفير حاضنات ومختبرات ابتكار رقمية.
2. فرص ريادة الأعمال التكنولوجية
- دعم الشركات الناشئة الرقمية.
- تمويل مشاريع تعتمد على AI لحل تحديات محلية (مثل الزراعة، النقل، الطاقة).
3. الشمول الرقمي
- ضمان وصول الشباب في المناطق النائية إلى الإنترنت والأجهزة.
- دعم الفتيات والنساء الشابات في اكتساب المهارات التكنولوجية.
4. الأخلاقيات والحوكمة
- تمكين الشباب من فهم أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي.
- تعزيز وعيهم بالمخاطر والفرص المرتبطة بهذه التكنولوجيا.
ثالثا: ارتباط التمكين بأهداف التنمية المستدامة
- SDG 4 – التعليم الجيد: منصات التعليم الذكي – الوصول الرقمي – تطوير المناهج.
- SDG 8 – العمل اللائق والنمو الاقتصادي: خلق وظائف رقمية – دعم الاقتصاد الرقمي – ريادة الأعمال.
- SDG 9 – الصناعة والابتكار: تحفيز الابتكار الشبابي – دعم الصناعات القائمة على المعرفة.
- SDG 10 – تقليل أوجه عدم المساواة: تمكين الفئات المحرومة رقميا – تعزيز الإدماج الرقمي.
- SDG 13 – العمل المناخي: استخدام AI للتنبؤ بالطقس وإدارة المخاطر البيئية.
- SDG 17 – الشراكات من أجل الأهداف: بناء شراكات دولية في مجالات التكنولوجيا والتعليم الرقمي.
رابعا: الأثر المحلي والإقليمي والدولي
محليا (في الدول العربية والأفريقية):
- تطوير نظم التعليم الوطنية عبر التكنولوجيا.
- دعم التنمية الريفية باستخدام الذكاء الاصطناعي في الزراعة الذكية.
- توفير وظائف رقمية للشباب المحليين من دون الحاجة للهجرة.
إقليميًا:
- بناء شبكات شبابية عربية وأفريقية للابتكار الرقمي.
- نقل المعرفة بين الدول ذات الخبرات المختلفة.
- مواجهة التحديات المشتركة (الأمن الغذائي – التصحر – الهجرة).
دوليا:
- مساهمة الشباب في الاقتصاد الرقمي العالمي.
- تحسين القدرة التنافسية للدول النامية.
- تعزيز العدالة الرقمية و"عدم ترك أحد خلف الركب".
خامسا: التحديات الواجب التغلب عليها
- الفجوة الرقمية بين المدن والريف.
- ضعف البنية التحتية التكنولوجية.
- محدودية التمويل لمشاريع الذكاء الاصطناعي.
- الحاجة إلى تشريعات تحمي البيانات وحقوق المستخدمين.

وفي النهاية فإن عام 2025 يصبح تمكين الشباب بالذكاء الاصطناعي والمهارات الرقمية حجر الزاوية لتحقيق التحول المجتمعي والاقتصادي نحو مستقبل مستدام وشامل. ولا يقتصر هذا التمكين على نقل المهارات فحسب بل يشكل أداة لبناء جودة حياة أرقى حيث يُصبح الشباب فاعلين في رسم السياسات وصناعة الحلول وبناء عالم أفضل للجميع.

وختاما يمكنني القول بأن الاحتفال باليوم العالمي لمهارات الشباب ليس مجرد مناسبة رمزية بل دعوة عملية لبناء مستقبل يرتكز على شباب مؤهل، مبدع ومتمكن من أدوات العصر الرقمي. ففي عالم يتسارع نحو التحول التكنولوجي والذكاء الاصطناعي تصبح المهارات هي جواز العبور إلى الفرص. ومن هنا فإن الاستثمار في قدرات الشباب وتمكينهم بالمهارات المستقبلية هو الركيزة الأساسية لبناء مجتمعات أكثر عدالة واستدامة وتحقيق جودة حياة حقيقية للأجيال القادمة.



Italian Trulli