المهرجان القومي للمسرح المصري يناقش تحولات الوعي الجمالي وتأثير المؤسسات على الذوق المسرحي

جريدة البوابة المصرية
جريدة البوابة المصرية
تهنئة واجبة بالنجاح الباهر في الثانوية الأزهرية سميرة عبد العزيز في المهرجان القومي للمسرح الفن حياتي.. وكل مخرج أضاف لرصيدي «الصحة» تستقبل 60 مليون و494 ألف زيارة من السيدات لتلقي خدمات الفحص والتوعية وزير الثقافة يطلق الخطة القومية لإحياء صناعة السينما وتحويل الأصول المعطّلة لمنصات إنتاج وزير الشباب والرياضة ومحافظ الجيزة يفتتحان 5 ملاعب متنوعة بمراكز الشباب مهند الكلش يتقدم 10 مراكز في قائمة Forbes 2025 لأقوى القادة الإقليميين في التكنولوجيا محافــظ مطروح:يعتمد المرحلة الثانية لتنسيق القبول بمدارس تعليم الثانوى للعام الدراسي 2025/2026 معرض الكتاب ببورسعيد يناقش أثر الذكاء الاصطناعي على الإبداع والتحول الرقمي مدير مكافحة الإدمان وسكرتير محافظة مطروح يشهدان حفل تخريج 100 متعافي جديد رئيس الوزراء يتفقد محطة التجارب البحثية لتحلية مياه البحر بمدينة العلمين الجديدة سميرة عبد العزيز في ضيافة المهرجان القومي للمسرح اليوم.. وتوقع كتاب يوثق رحلتها المسرحية وفاء فخر المنصورة:تضع روشته لطلاب مصر للاشتراك في المسابقات العلمية العالمية

فن وثقافة

المهرجان القومي للمسرح المصري يناقش تحولات الوعي الجمالي وتأثير المؤسسات على الذوق المسرحي

انطلقت أولى جلسات المحور الفكري المصاحب لفعاليات الدورة الثامنة عشرة من المهرجان القومي للمسرح المصري، والذي يُعقد تحت عنوان «تحولات الوعي الجمالي في المسرح المصري»، وذلك بالمجلس الأعلى للثقافة، وبحضور رئيس المهرجان الفنان محمد رياض، الذي أكد في كلمته الافتتاحية أن المهرجان يسعى لإحداث حراك مسرحي حقيقي يعيد الجمهور إلى قاعات العرض، معتبرًا أن الجيل الجديد من الشباب سيكون القوة المحركة لهذا التحول.

الجلسة الأولى: التغيرات الاجتماعية وأثرها على أشكال التعبير المسرحي

أدار الجلسة الدكتور محمد دوير، الذي قدّم قراءة في تحولات المسرح المصري عبر المراحل المختلفة، انطلاقًا من التأسيس حتى الراهن، مؤكدًا أن طرح سؤال "من نحن؟" هو المدخل الأساسي لفهم موقع المسرح داخل الهوية المصرية، وأن التغيرات الاجتماعية فرضت أنماطًا جديدة من التعبير المسرحي تتماشى مع التحولات في البنية الطبقية والثقافية للمجتمع.

الدكتور سيد علي إسماعيل، الأستاذ بجامعة حلوان، قدم ورقة بعنوان "الوعي الجمالي للمسرح المصري في مائة عام (1868 – 1968)"، تتبعت ملامح النشأة الأولى للمسرح المصري، مشيرًا إلى أن الخديوي إسماعيل كان أول من دعم المسرح العربي، وأنه أول حاكم يفرض اللغة العربية كلغة رسمية ويستخدم المسرح لتعزيزها، مستعرضًا مراحل تطور المسرح المحلي والاحترافي، من يوسف وهبي إلى نشأة معهد الفنون المسرحية، ومعتبرًا أن مرحلة ما بعد 1952 كانت من أزهى عصور المسرح في مصر.

الدكتور محمد زعيمة، أستاذ النقد المسرحي بأكاديمية الفنون، قدّم مداخلة بعنوان "المسرح والتغير الاجتماعي والسياسي والتكنولوجي". تحدث فيها عن العلاقة الوثيقة بين المسرح والتحولات المجتمعية، مشيرًا إلى تأثير مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دفع النقاد لمراجعة أدواتهم في التعامل مع العروض الجديدة، مؤكدًا أن الطبقة المتوسطة والصاعدة في الستينيات وحتى الثمانينيات كانت العمود الفقري للجمهور المسرحي، وأن التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والهجرات الداخلية والخارجية أثرت في شكل المتلقي، وبالتالي في بنية العرض المسرحي.

الجلسة الثانية: التوجه المؤسسي ودوره في تشكيل الذوق المسرحي العام

أدار الجلسة الكاتب عماد مطاوع، وناقشت الجلسة تأثير المؤسسات الثقافية، الرسمية والمستقلة، على تشكيل الذوق العام، وتفاوت الاستراتيجيات وآليات الإنتاج بين هذه الجهات.

المخرج أشرف عزب قدّم قراءة في تطور السياسات الثقافية بوزارة الثقافة منذ تأسيسها في الستينيات، مؤكدًا على دور الفكر المؤسسي في توجيه الذوق العام وتعزيز الهوية الوطنية. وأشار إلى التدهور الذي أصاب فرق الفنون الشعبية مثل فرقة رضا التي تقلص عدد أعضائها من 200 إلى 12 فقط، داعيًا إلى إعادة دعم هذه الفرق بوصفها حاملة للموروث الشعبي.

الكاتبة رشا عبد المنعم استعرضت تجربتها مع البيت الفني للمسرح والمسرح المستقل، مشيرة إلى تحديات كبيرة تواجه البيت الفني مثل المركزية، والروتين الإداري، وتقادم الأدوات، والنقص في الكوادر البشرية، كما أكدت على تفوق الفرق المستقلة من حيث الحرية وكسر التوقعات، وهو ما انعكس على جمالية العروض التجريبية رغم محدودية الموارد.

المخرج محمد الطايع، مدير نوادي المسرح بالهيئة العامة لقصور الثقافة، تحدّث عن فلسفة الإنتاج في الثقافة الجماهيرية، مؤكّدًا أن نوادي المسرح هي الأكثر إنتاجًا رغم ضعف الميزانيات، حيث يتم إنتاج نحو 155 إلى 350 عرضًا سنويًا، ولفت إلى أن الهيئة لا تتدخل في نوعية العروض، بل تترك لكل منطقة حرية التعبير بما يتناسب مع طبيعتها الثقافية.

يُذكر أن المحور الفكري يتواصل حتى 29 يوليو، ويضم أحد عشر لقاءً فكريًا يناقش قضايا متنوعة مثل تحولات العرض المسرحي، وجماليات الجسد، وأشكال الإنتاج، والخطاب النقدي، وتُعقبه ندوات لتكريم رموز المسرح المصري، في تأكيد على تكامل البعد النظري والتطبيقي في هذه الدورة من المهرجان.



Italian Trulli