د.احمد الكاشف:القدرات العقلية وقوة الإرادة.. أساس بناء الجمهورية الجديدة

جريدة البوابة المصرية
جريدة البوابة المصرية
تهنئة واجبة بالنجاح الباهر في الثانوية الأزهرية سميرة عبد العزيز في المهرجان القومي للمسرح الفن حياتي.. وكل مخرج أضاف لرصيدي «الصحة» تستقبل 60 مليون و494 ألف زيارة من السيدات لتلقي خدمات الفحص والتوعية وزير الثقافة يطلق الخطة القومية لإحياء صناعة السينما وتحويل الأصول المعطّلة لمنصات إنتاج وزير الشباب والرياضة ومحافظ الجيزة يفتتحان 5 ملاعب متنوعة بمراكز الشباب مهند الكلش يتقدم 10 مراكز في قائمة Forbes 2025 لأقوى القادة الإقليميين في التكنولوجيا محافــظ مطروح:يعتمد المرحلة الثانية لتنسيق القبول بمدارس تعليم الثانوى للعام الدراسي 2025/2026 معرض الكتاب ببورسعيد يناقش أثر الذكاء الاصطناعي على الإبداع والتحول الرقمي مدير مكافحة الإدمان وسكرتير محافظة مطروح يشهدان حفل تخريج 100 متعافي جديد رئيس الوزراء يتفقد محطة التجارب البحثية لتحلية مياه البحر بمدينة العلمين الجديدة سميرة عبد العزيز في ضيافة المهرجان القومي للمسرح اليوم.. وتوقع كتاب يوثق رحلتها المسرحية وفاء فخر المنصورة:تضع روشته لطلاب مصر للاشتراك في المسابقات العلمية العالمية

مقالات

د.احمد الكاشف:القدرات العقلية وقوة الإرادة.. أساس بناء الجمهورية الجديدة

د.احمد الكاشف
د.احمد الكاشف

في ظل التحديات المتزايدة والتحولات العميقة التي تشهدها المجتمعات العربية، تبرز القدرات العقلية والمعرفية للإنسان باعتبارها المورد الأكثر أهمية واستدامة في بناء الدول والمجتمعات الحديثة. فالعقل الواعي، القادر على التفكير والإبداع واتخاذ القرار، أصبح ركيزة أساسية لأي نهضة تنموية أو مشروع وطني حقيقي.

ولا شك أن القدرات العقلية.. بداية كل شيء..التي لم تعد قاصرة على الذكاء الفطري أو الحفظ، بل اصبحت تشمل التفكير النقدي، وحل المشكلات، والابتكار، والتعلّم المستمر، وهي المهارات التي يحتاجها أي مواطن ليكون فاعلًا في مجتمعه، ومنتجًا في بيئة عمله، وقياديًا في موقعه.

ولعل بناء هذه القدرات منذ المراحل الأولى للتعليم والتدريب، هي الخطوة الأولى نحو تحقيق أهداف الجمهورية الجديدة التي تنشدها دولنا العربية، وفي مقدمتها مصر، لبناء دولة عصرية قوية.

استغلال أنصاف الفرص.. ثقافة يجب ترسيخها
من المؤسف أن ينتظر فئات كثيرة من الشباب العربي "الفرصة المثالية" لتبدأ.. بينما الواقع والتجارب تؤكد أن الناجحين الحقيقيين هم من صنعوا النجاح من امكانيات قليلة.
إن ثقافة استغلال أنصاف الفرص واستخدام المتاح من إمكانيات، هي سمة من سمات العقول المرنة، وهي الطريق الفعلي لتجاوز الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة.

فكم من مشروع ناجح بدأ بفكرة بسيطة؟ وكم من رائد أعمال تحرك رغم شح الموارد فغيّر واقعه وواقع مجتمعه؟ الأمر لا يتعلق بالإمكانات بقدر ما يتعلق بالعقلية المنتجة والإرادة الفاعلة.

ريادة الأعمال.. من العقل إلى السوق:
تُعد ريادة الأعمال الجسر الذي يربط بين القدرات العقلية وبين التنمية الاقتصادية.
فالريادة ليست مجرد إطلاق مشروع، بل منهج تفكير، يعتمد على تحليل المشكلات، وتقديم حلول مبتكرة، وتوظيف المهارات الشخصية في خلق فرص عمل ذاتية ومجتمعية.

من هنا، يجب أن تحظى ريادة الأعمال بمكانة رئيسية في الخطط التنموية، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية والتغيرات التكنولوجية، حيث تمثل المشاريع الصغيرة والمتوسطة فرصة لإنعاش الاقتصاد وفتح مجالات تشغيل جديدة.

مجتمع عربي منتج يقوده العقل:
بناء الجمهورية الجديدة لن يتحقق إلا ببناء الإنسان. والإنسان لا يُبنى إلا بعقل ناضج، وإرادة واعية، وقدرة على اتخاذ القرار ومواجهة التحديات..وهذا يتطلب منظومات تعليم وتدريب حديثة، ودعمًا للمبادرات الشبابية، وتحفيزًا للابتكار، وتوفير منصات حاضنة للأفكار والمشاريع الريادية.

إن الدمج بين تنمية القدرات العقلية، واستغلال المتاح، وتبني فكر ريادة الأعمال، هو السبيل لبناء مجتمع عربي متطور، قادر على التنافس في مجالات الاقتصاد، والتكنولوجيا، والتنمية المستدامة.

في النهاية لا مستقبل لأمة تتجاهل قوة عقلها البشري..ولا تقدم دون فكر وإرادة.
وإذا أردنا فعلاً بناء أوطان قوية، واقتصادات مستقرة، ومجتمعات واعية، فعلينا أن نبدأ من ح من العقل، وبناء الإنسان.

د/ أحمد الكاشف
المدير التنفيذي لمؤسسة الدعاء للنشر والتوزيع،
رئيس مجلس إدارة شركة قادة العرب الدوليون،
المفوض العام للاتحاد العربي الدولي لريادة الأعمال والتنمية



Italian Trulli