مقالات
د.رضا فولي..تكتب..قافلة الصمود والكذب
امتلكت الدول العربية العديد والعديد من الثروات والكنوز التي جعلتها مطمعا للغرب المتطلع للصناعة والتطوروظلت الشعوب العربية تحتسي الخطي نحو التقدم وصنفت كشعوب عالم ثالث وغيره، وظلت مصر درة غالية وسط شقيقاتها.. ظلت كدرة مكنونة وسط كل الدول العربية، وظل السؤال الحقيقي ما هي ثروة مصر الحقيقية؟ الذي جعلها صامدة وقوية أمام كل ما مرت به من أحداث بل كانت هي طوق النجاة الحقيقي.
فوجئ الجميع بلعبة متلونة الأركان رمادية النية تدعى قافلة الصمود، ادعي المنظمون لها إن أشخاصا من 80 دولة يستعدون لبدء المسيرة نحو معبر رفح المصري مع غزة، وأكدوا أن السلطات المصرية رحلت بعضهم أو احتجزتهم في المطار، ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بيان للمنظمين أن 40 مشاركا بالمسيرة العالمية إلى غزة تم إيقاف مسيرتهم على بعد حوالي 45 كيلومترا شرق العاصمة القاهرة.
ومنعوا من التحرك، كما صودرت جوازات سفر المشاركين وفقا لبيان للمنظمة.. فقد بدت قافلة الصمود والتصدي في ظاهرها، مبادرة إنسانية خالصة، تنطلق من رحم المعاناة لنصرة شعب محاصر، ورفع الصوت ضد آلة القتل والتهجير. إلا أنه بعد قراءة أعمق لما يجري، واتضح انها في حقيقتها مثلت لغزا أمنيا لماذا وكيف وماذا؟ وكان الشعب المصري أكثر وعيا فتساءل الجميع عما تحمله القافلة ولماذا هنا وما تأثير ذلك علىنا ولماذا نحن؟
تمثل هذه القافلة توظيفا لتجريب نموذج جديد من التحرك الشعبي المنظم، غير التابع لحكومات أو أحزاب، بل نابع من إرادة اناس خفية، يقودهم نشطاء مستقلون، وأطباء، وإعلاميون مؤثرون في الفضاء الرقمي هذا النموذج يهدف لتجاوز البنية التقليدية للعمل التضامني، ويفعل ما يشاء دون أن يجد من يحاسبه في هذا الوقت نسوا
قوة وعي الشعب وقوة الأجهزة الأمنية المصرية التي عانت من قبل من التجمع الرقمي غير المعلوم واثره علينا وما عانيناه من هذه التجمعات التجريبية رمادية النيات.
في هذا الحدث ظهر كنز مصر الحقيقي الذي يتمثل في قوة جيش ووعي شعب في رباط مقدس إلى يوم الدين، لتبقي القوة والوعي سلاحا رادعا في هذه الأيام...
بقلم دكتوره/ رضا الفولي مدرس الاعلام بأكاديمية الجزيرة .