في زمن يتغير فيه كل شيء بسرعة، تبقى المرأة في قلب المعركة اليومية ما بين إثبات الذات والحفاظ على الهوية. وحول هذا المعني دار حوار عارف 24" مع الكاتبة إسراء الرفاعي مقررة لجنة المراة بالاتحاد العربي لريادة الأعمال والتنمية بمحافظة سوهاج، التي عبّرت في أعمالها عن قضايا المرأة بشكل صادق وإنساني، لنناقش معها مشكلات المرأة وحقوقها في المجتمع المصري والعربي.

والي نص الحوار:

في رأيك، ما أبرز التحديات التي تواجه المرأة اليوم؟
المرأة اليوم تواجه تحديات على أكثر من مستوى. التحدي الأول هو النظرة المجتمعية التقليدية التي تحصرها في أدوار محددة، والتحدي الثاني هو غياب الدعم الكافي لتحقيق طموحاتها، سواء في العمل أو التعليم أو حتى في أبسط حقوقها كصوت مسموع في المجتمع. ما زلنا نرى نساء تُجبر على السكوت أو تُمنع من الاختيار.

س: هل تشعرين أن هناك تطوراً في نظرة المجتمع للمرأة؟
نعم، هناك تطور لكنه بطيء ومتفاوت من مكان لآخر. نرى نساءً تقتحم مجالات كانت حكرًا على الرجال، ونرى نماذج ناجحة تلهم غيرها. لكن في المقابل، لا تزال بعض المجتمعات ترى في حرية المرأة تهديدًا، وتخلط بين العادات والدين لتقييدها.

س: كيف ترين دور المرأة في بناء المجتمع؟
دور المرأة أساسي، مش مكمل زي ما البعض بيقول. هي الأم، والمعلمة، والمبدعة، والقائدة. أي مجتمع بينهض لما يدي للمرأة فرصتها الحقيقة، لأنها بتخلق جيل واعي، وبتشارك بوعيها وثقافتها في صنع مستقبل أفضل.

س: ما هي رسالتك للفتيات اليوم؟
رسالتي لكل فتاة: ما تتنازليش عن حلمك، ولا تسمحي لحد يقلل من قدراتك. اتعلمي، طوري نفسك، وصدقي في صوتك. أنتي مش لوحدك، وكل خطوة بتخديها بتفتح باب لغيرك.

من خلال كتاباتك، كيف تعبّرين عن قضايا المرأة؟

أنا بحاول دايمًا أكتب من القلب، أدي للمرأة صوت حقيقي في رواياتي ومقالاتي، سواء كانت ضحية أو مقاومة أو حتى باحثة عن ذاتها. بحب أطرح الأسئلة، وأخلي القارئ يعيش تفاصيلها، علشان يحس ويغير.

هل ترين أن الأدب يمكن أن يكون وسيلة لتغيير نظرة المجتمع للمرأة؟

بكل تأكيد. الكلمة ممكن تكون ثورة. الأدب الحقيقي مش بس بيوصف الواقع، لكنه كمان بيغيره. ولما القارئ يقرأ قصة بنت كافحت أو ست قررت تواجه الظلم، ده بيأثر فيه، وبيبدأ يعيد تفكيره في مفاهيمه.

في رأيك، هل حرية المرأة الحقيقية تبدأ من المجتمع أم من داخلها؟

الحرية الحقيقية بتبدأ من الداخل، من لحظة إدراكها لقيمتها وإنسانيتها. المجتمع ممكن يقيّد، لكن لو الست مش مقتنعة بحقها، مش هتقدر تنتزعه. لما تؤمن بذاتها وتكسر الخوف، تبدأ رحلتها الحقيقية.

كيف تؤثر التربية على نظرة المرأة لنفسها ولمكانتها؟

التربية هي الأساس، هي اللي بتغرس الفكرة الأولى عن الذات. بنت تُربّى على الخضوع والصمت، هتكبر وهي شايفة نفسها أقل، حتى لو كان عندها قدرات. والعكس صحيح، البنت اللي تتربى على الثقة والاستقلال، هتواجه الحياة بنظرة أقوى.

البعض يرى أن المرأة نفسها تساهم أحيانًا في إعادة إنتاج الظلم ضد المرأة، كيف ترين ذلك؟

هذا حقيقي ومؤلم، للأسف في ستات بيكونوا أول من يحاربوا بعض، وده نتيجة تربية وموروثات قديمة. لما بنت تربي بنتها على الخوف، أو تهاجم ست قوية، هي بتعيد تدوير القيد اللي اتربّت عليه. لازم نكسر السلسلة دي بالدعم الواعي لبعضنا.

في كتاباتك، هل تفضلين عرض معاناة المرأة بشكل صريح أم من خلال رموز وأبعاد فلسفية؟

أنا أحب التوصل للوجع والحقائق من خلال لمسة رمزية أو فلسفية، لأن ده بيدي عمق أكتر وبيخلي القارئ يفكر ويتأمل. مش الهدف بس وصف الألم، لكن كمان طرح سؤال وجودي: "لماذا يحدث هذا؟ وكيف نغيّره؟"

ما هي أكثر صورة للمرأة تشغلك في كتاباتك؟

المرأة الباحثة عن ذاتها. اللي بتتوه وسط الضغوط، وبتكافح علشان تلاقي صوتها الحقيقي. مش شرط تكون بطلة مثالية، لكن تكون إنسانة بتحاول، بتسقط وتقوم، وده اللي بيمثّلنا كلنا.

هل نحن بحاجة إلى ثورة فكرية نسائية؟

نعم، مش ثورة ضد الرجل، لكن ثورة على كل الأفكار اللي كبّلت المرأة لقرون. ثورة تبدأ من التعليم، من الفن، من الكلمة، من كل بنت تقول "أنا أستحق أكتر". مش لازم تكون صاخبة، أحيانًا الصمت الواعي أقوى من ألف صوت.