د.فوزي يونس يكتب الانفجارات الشمسية وتأثيرها علي الأرض

جريدة البوابة المصرية
جريدة البوابة المصرية
تهنئة واجبة بالنجاح الباهر في الثانوية الأزهرية سميرة عبد العزيز في المهرجان القومي للمسرح الفن حياتي.. وكل مخرج أضاف لرصيدي «الصحة» تستقبل 60 مليون و494 ألف زيارة من السيدات لتلقي خدمات الفحص والتوعية وزير الثقافة يطلق الخطة القومية لإحياء صناعة السينما وتحويل الأصول المعطّلة لمنصات إنتاج وزير الشباب والرياضة ومحافظ الجيزة يفتتحان 5 ملاعب متنوعة بمراكز الشباب مهند الكلش يتقدم 10 مراكز في قائمة Forbes 2025 لأقوى القادة الإقليميين في التكنولوجيا محافــظ مطروح:يعتمد المرحلة الثانية لتنسيق القبول بمدارس تعليم الثانوى للعام الدراسي 2025/2026 معرض الكتاب ببورسعيد يناقش أثر الذكاء الاصطناعي على الإبداع والتحول الرقمي مدير مكافحة الإدمان وسكرتير محافظة مطروح يشهدان حفل تخريج 100 متعافي جديد رئيس الوزراء يتفقد محطة التجارب البحثية لتحلية مياه البحر بمدينة العلمين الجديدة سميرة عبد العزيز في ضيافة المهرجان القومي للمسرح اليوم.. وتوقع كتاب يوثق رحلتها المسرحية وفاء فخر المنصورة:تضع روشته لطلاب مصر للاشتراك في المسابقات العلمية العالمية

مقالات

د.فوزي يونس يكتب الانفجارات الشمسية وتأثيرها علي الأرض

د.فوزي يونس
د.فوزي يونس

للإنفجارات الشمسية علاقة وثيقة الصلة بالتذبذب الحاد في درجات حرارة الأرض الحادث حاليا علي سطح الكرة الأرضية. فالانفجارات الشمسية أو الانبعاثات الشمسية الحادة (Solar Flares) هي ظواهر تحدث عندما تطلق الشمس كميات هائلة من الطاقة والإشعاع نتيجة إعادة ترتيب الحقول المغناطيسية في المناطق النشطة على سطحها. هذه الظواهر تصاحبها أحيانًا انبعاثات كتلية إكليلية (CMEs) وهي سحب ضخمة من الجسيمات الشمسية المشحونة. وللتعرف أكثر حول ذلك الموضوع يجب استعراض بعض المحاور الهامة في السطور القادمة.

خلال يوم الثلاثاء الماضي 13 مايو 2025 وفي تمام الساعة 8 مساء بتوقيت القاهرة تم رصد انفجار شمسي بقوة "” X الذي يعادل مليار قنبلة هيدروجينية على سطح الشمس كما تم رصد 4 انفجارات أخرى غير عادية أمس الأربعاء، من بينها أشد انفجار هذا العام بقوة " X2.7 " وثلاثة M "".

دورة النشاط الشمسي:

للشمس دورة نشاط شبه منتظمة تبلغ ذروتها كل 11 سنة فتطلق كمية من الطاقة المغنطيسية المخزّنة في غلافها الجوي والتي تشمل أشعة إكس والأشعة ما فوق البنفسجية ذات الطاقة العالية وأشعة غاما والأشعة ما تحت الحمراء والأشعة المرئية وغيرها. إطلاق هذه الطاقة هو ما يعرف بالإنفجار الشمسي وهو يعادل إنفجار عشرات الملايين من القنابل الهيدروجينية وتبلغ مساحته على قرص الشمس أكثر من مليون كيلومتر مربع.

أول إنفجار شمسي:

شوهد الإنفجار الشمسي لأول مرة في عام 1851 بينما كان رائد الفضاء ريتشارد كارينغتون يراقب البقع الشمسية من الأرض إذ فوجىء بظهور انبعاثات ضوئية قويّة من الشمس لم يسبق له أن رآها خلال مراقبته المستمرة لها فكانت ملاحظاته النواة التي انطلق منها الفلكيون لدراسة الإنفجارات الشمسية.

تصنيف الإنفجارات الشمسية:

تصنّف الإنفجارات الشمسية وفق الدرجة التي يبلغها التدفّق في ذروته، وهي تقاس بالواط لكل متر مربع حيث تراوح الذروة ما بين 100 و800 بيكومتر (واط/متر مربّع).
يتألّف التصنيف العالمي للعواصف الشمسية من خمس درجات أخطرها «إكس
X». فما هي هذه الانفجارات الشمسية وانواعها:

أولا: تصنيف الانفجارات الشمسية (A, B, C, M, X)

تصنّف الانفجارات الشمسية حسب شدة الأشعة السينية (X-ray flux) التي ترصدها أقمار الرصد الفضائي على النحو التالي:

التصنيف

شدة الانفجار (بالواط/م² عند الأرض)

التأثير المحتمل

A

أقل من 10⁻⁷

تأثير ضعيف جدًا

B

10⁻⁷ إلى 10⁻⁶

تأثير ضعيف

C

من 10⁻⁶ إلى 10⁻⁵

تأثير بسيط

M

من 10⁻⁵ إلى 10⁻⁴

تأثير معتدل (اضطرابات في الاتصالات)

X

أكبر من 10⁻⁴

تأثير قوي (عواصف مغناطيسية قوية)

تصنف الانفجارات الشمسية حسب شدة الأشعة السينية (X-ray flux) التي ترصدها أقمار الرصد الفضائي على النحو التالي:

كل تصنيف يحتوي على تدريجات رقمية (مثلا: X1, X10) وكل درجة مضاعفة تعني زيادة عشرية في الطاقة.

ثانيا: علاقة الانفجارات الشمسية بدرجات حرارة الأرض

1. الطبيعة المؤقتة للتأثير:

الانفجارات الشمسية تؤدي إلى زيادة مؤقتة في كمية الإشعاع التي تصل الأرض خصوصا في نطاق الأشعة فوق البنفسجية وX.

هذا وتؤثر هذه الزيادة على الطبقات العليا من الغلاف الجوي (مثل طبقة الأيونوسفير) وتسبب تغيرات قصيرة المدى في درجة الحرارة.

2. تأثير غير مباشر وطويل الأمد عبر النشاط الشمسي:

النشاط الشمسي يقاس عبر الدورات الشمسية (11 عامًا في المتوسط).

وخلال فترات النشاط الشمسي العالي (كثرة البقع الشمسية والانفجارات) يمكن أن ترتفع كمية الطاقة الشمسية الكلية (TSI) الواصلة للأرض بنسبة بسيطة (حوالي 0.1%).

وأن هذا الارتفاع البسيط قد يؤثر على مناخ الأرض لكنه لا يعد العامل الرئيس في التغير المناخي طويل الأمد مثل الاحتباس الحراري.

ثالثا: التذبذب في درجات حرارة سطح الأرض والنشاط الشمسي

تظهر دراسات علمية أن هناك توافقًا جزئيًا بين فترات النشاط الشمسي المرتفع وتغيرات طفيفة في متوسط درجات الحرارة الأرضية.

لكن منذ منتصف القرن العشرين لا يمكن تفسير الارتفاع السريع في درجات الحرارة العالمية بالنشاط الشمسي وحده حيث تظهر البيانات أن:

  • النشاط الشمسي لم يزد بنفس سرعة زيادة درجات الحرارة.
  • الزيادة في تركيز غازات الاحتباس الحراري (مثل CO2 وCH4) هي العامل المسيطر.

رابعا: علاقة الانفجارات الشمسية بالتغير المناخي

الانفجارات الشمسية ليست عاملا رئيسيا مباشرا في التغير المناخي.

لكنها تساهم في فهم الأنظمة المعقدة للمناخ خاصة:

  • تغيرات في دوران التيارات الهوائية العليا.
  • تذبذب في طبقة الستراتوسفير.
  • اضطرابات مغناطيسية يمكن أن تؤثر على نظم الطقس في بعض المناطق.

كما ان الدورة الدورة الشمسية الحالية رقم 25 (Solar Cycle 25) بدأت في ديسمبر 2019 وهي جزء من دورات شمسية تستمر في المتوسط حوالي 11 عاما. وهذه الدورة شهدت بالفعل نشاطا شمسيا أعلى من المتوقع حتى الآن بما في ذلك زيادة ملحوظة في عدد الانفجارات الشمسية القوية من الفئات M وX.

خلاصة توضيحية للجوانب والتأثيرات المختلفة للإنفجارات الشمسية:

الجانب

التأثير

الانفجارات الشمسية (A-X)

تأثير مؤقت على الأيونوسفير

النشاط الشمسي طويل الأمد

تأثير ضعيف إلى معتدل على المناخ

التغير المناخي العالمي

سببه الرئيس انبعاثات غازات الاحتباس الحراري

تذبذب درجات الحرارة

قد يتأثر قليلًا بدورات شمسية طويلة الأمد

خامسا: الدورة الشمسية الحالية رقم 25

1. بداية الدورة:

بدأت رسميا في ديسمبر 2019 وفقا لتقديرات وكالة ناسا والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية (NOAA).

تميزت أولا بفترة هدوء نسبي ثم بدأت البقع الشمسية والنشاط يزداد تدريجيا.

2. ذروة النشاط المتوقعة:

كان متوقعًا أن تبلغ الذروة في عام 2025 لكن البيانات تشير إلى أن الذروة قد أتت أبكر من ذلك في منتصف أو أواخر 2024.

عدد البقع الشمسية والانفجارات أقوى وأعلى مما كان متوقعا من العلماء سابقا.

3. زيادة الانفجارات الشمسية:

خلال النصف الثاني من 2023 وطوال 2024 لوحظ ازدياد الانفجارات من الفئة M وX.

بعضها كان قويا لدرجة تسبب في:

  • انقطاعات في موجات الراديو HF.
  • عواصف مغناطيسية أرضية قوية.
  • توهجات قطبية (شفق قطبي) وصلت إلى خطوط عرض منخفضة.

أبرز ملامح الدورة الشمسية :25

  • بداية الدورة: ديسمبر 2019.
  • النشاط يتزايد بوتيرة أعلى من التوقعات السابقة.
  • ذروة النشاط قد تحدث في 2024 بدلاً من 2025.
  • زيادة ملحوظة في عدد الانفجارات الشمسية من الفئتين M وX.

سادسا: جدول التأثيرات المحتملة للانفجارات الشمسية على الأرض

الجانب

التأثير المحتمل

الأقمار الصناعية

خلل مؤقت أو دائم في المعدات الإلكترونية

الملاحة GPS

انخفاض دقة الإشارات أو توقفها مؤقتًا

الاتصالات الراديوية

انقطاعات في النطاق القصير والطويل

الغلاف الجوي العلوي

تسخين مؤقت وتمدد قد يؤثر على مدارات الأقمار

التيارات الكهربائية الأرضية

تأثير على شبكات الكهرباء ومحطات النقل

4. مقارنة بالدورة السابقة (رقم 24):

الدورة 24 كانت ضعيفة نسبيا.

الدورة الحالية 25 تبدو أكثر نشاطا رغم أن العلماء يعتبرونها ضمن النطاق المعتدل.

وفي النهاية فإن الدورة الشمسية رقم 25 نشطة أكثر من المتوقع والانفجارات الشمسية فيها زادت بشكل لافت. فنحن نقترب الآن من ذروة الدورة والتي يرجح أن تحدث خلال 2024 أو 2025. كما أن هذه الظاهرة مهمة لمراقبة الطقس الفضائي وتأثيراته على الأرض لكنها ليست السبب الرئيس في التغير المناخي رغم أنها قد تسبب تذبذبات مؤقتة في درجات الحرارة والمناخ المحلي.



Italian Trulli