مقالات
د.رضا فولي تكتب.. قيم المواطنه...... بين السموم الرقمية و الشائعات
عاش المجتمع المصري والمصريين نسيجا واحد في ظل مواطنة حقيقية تدعمها قيم السلام والإنتماء والثقة المتبادلة، والمسؤولية المجتمعية، والإنتماء الوطني، والولاء للمؤسسات، فالمواطنة هي الحصن الواقي الذي يحمي المجتمع من التفكك والانقسام...غير أنه عندما وجدت الشائعات طريقها إلى العقول والقلوب، بدأت بتقويض هذه القيم تدريجيًا. فبث الأخبار الزائفة والمعلومات المغلوطة بصورة متعمدة يؤدي إلى زعزعة الثقة بين الأفراد وبينهم وبين مؤسسات الدولة.
كما أن خضم التطور التكنولوجي الهائل الذي يشهده عالمنا المعاصر، لاسيما مع سهولة انتشار وتداول المعلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، ظهر خطرٌ داهم يهدد نسيج مجتمعاتنا وقيمنا الأصيلة، ألا وهو خطر الشائعات. هذه الأبواق الكاذبة، التي تتغذى على الغموض والجهل، سرعان ما تنتشر كالنار في الهشيم، مخلفةً وراءها آثارًا مدمرة تطال أفراد المجتمع ومؤسساته، وتقوض أسس المواطنة الحقة.
كيف يُمكن لمواطن أن يثق في مجتمعه أو حكومته عندما يجد نفسه محاطًا بسيل من الأكاذيب والأوهام؟
فالشائعات بمثابة قنبلة موقوته ويقوض الشعور بالانتماء لوطنه وسط سيل من الشائعات على كافة المستويات سواء الاقتصادية أو الاجتماعية ....إلخ .
فبدلاً من التركيز على على البناء والتنمية، ينشغل الأفراد بتتبع الأخبار الكاذبة وتحليلها، مما يؤدي إلى تشتيت الجهود وإضعاف الروح المعنوية. وتتفاقم هذه المشكلة عندما تستهدف الشائعات فئات معينة أو قضايا حساسة، مما يؤدي إلى إثارة الفتن والنعرات الطائفية والعرقية، ويهدد الوحدة الوطنية التي هي أساس قوة أي مجتمع و التي ظلت لسنوات سلاح مصر القوي
ختاماً ، يجب علينا التأكد والتدقيق في كل كلمة أو معلومة نتلقاها كي لا نصبح فريسة لأي كلمة .. فالعقل والحكمة والتفكير هما الوسيلة الأولي لتقويض الشائعات من مجتمعاتنا.
بقلم / دكتوره رضا الفولي
مدرس الاعلام بأكاديمية الجزيرة