مقالات
د.رضا الفولي تكتب..الدرك ويب : الشبكة المظلمة تتوارى هويات أطفالنا
اصبحنا في الأونة الأخيرة أمام مهمه جسيمة هي الوعي بخطورة الإعلام الرقمي خاصة مع كثافة انتشار تطبيقات الإعلام الرقمي بكافة أشكالها وسهولة استخدامها، وما تحتويه في كثير من الأحيان من مواد ترفيهيه جاذبة للأطفال خاصة بين الفئة العمرة من 10- 18 عاماً وقضاء فترات طويلة.
فللأسف الشديد قد يقع الطفل ضحية لمحتوى صادم يؤثر على نفسيته ونموه العاطفي. وقد يتم استدراجه من قبل مجرمين يستغلون براءته وثقته، مما يعرضه لخطر الإستغلال الجنسي أو حتى الاختطاف.
إن جاذبية السرية والإثارة التي قد يشعر بها بعض المراهقين عند استكشاف هذا العالم الممنوع، يمكن أن تقودهم إلى براثن عصابات إجرامية تستغل ضعفهم وحاجتهم للانتماء، وجاء ذلك مع ظهور الدرك ذا الجزء الخفي ، والذي لا يمكن الوصول إليه عبر محركات البحث التقليدية.
ممثلا خطراً بالغاً على مستخدميه . بما يحمله بين طياته من مخاطر جسيمة، خاصة عندما يتعلق الأمر بأطفالنا الأبرياء، حيث يعج بالمواد الإباحية التي تستغل الأطفال، وشبكات الإتجار بالبشر، ومنتديات تروج للعنف والتطرف. وهذه ليست مجرد سيناريوهات خيالية، بل هي واقع مرير يتربص بصغارنا خلف ستار التشفير والتخفي.
لذا علينا؛ أن نعي أن الدارك ويب سوقًا سوداء واسعة للعديد من الأنشطة المحظورة التي تستهدف استغلال هذه الفئة العمرية مما يعمل على انتشار الجريمة والعنف في مجتمعاتنا وتخلق لدينا جيلاً مشوهاً نفسياً وعقلياً وفكريا ً فأبنائنا كنز الغد وبسمة اليو، .
إن مسؤولية حماية أطفالنا من هذه المخاطر تقع على عاتقنا جميعاً. ويجب على الآباء والمربين أن يكونوا على دراية بوجود هذا العالم المظلم وأن يتحدثوا مع أطفالهم و يشجعوا الحوار المباشر والأنشطة الفنية والرياضية للأطفال لنستعيد أطفالنا من براثن هذا العالم المخيف.