العلاقات الإنسانية والمصلحة واقع معقد يعجز عن الفهم

جريدة البوابة المصرية
جريدة البوابة المصرية
تهنئة واجبة بالنجاح الباهر في الثانوية الأزهرية سميرة عبد العزيز في المهرجان القومي للمسرح الفن حياتي.. وكل مخرج أضاف لرصيدي «الصحة» تستقبل 60 مليون و494 ألف زيارة من السيدات لتلقي خدمات الفحص والتوعية وزير الثقافة يطلق الخطة القومية لإحياء صناعة السينما وتحويل الأصول المعطّلة لمنصات إنتاج وزير الشباب والرياضة ومحافظ الجيزة يفتتحان 5 ملاعب متنوعة بمراكز الشباب مهند الكلش يتقدم 10 مراكز في قائمة Forbes 2025 لأقوى القادة الإقليميين في التكنولوجيا محافــظ مطروح:يعتمد المرحلة الثانية لتنسيق القبول بمدارس تعليم الثانوى للعام الدراسي 2025/2026 معرض الكتاب ببورسعيد يناقش أثر الذكاء الاصطناعي على الإبداع والتحول الرقمي مدير مكافحة الإدمان وسكرتير محافظة مطروح يشهدان حفل تخريج 100 متعافي جديد رئيس الوزراء يتفقد محطة التجارب البحثية لتحلية مياه البحر بمدينة العلمين الجديدة سميرة عبد العزيز في ضيافة المهرجان القومي للمسرح اليوم.. وتوقع كتاب يوثق رحلتها المسرحية وفاء فخر المنصورة:تضع روشته لطلاب مصر للاشتراك في المسابقات العلمية العالمية

مقالات

العلاقات الإنسانية والمصلحة واقع معقد يعجز عن الفهم

احمد بدوي
احمد بدوي

تعد العلاقات الإنسانية أحد الأبعاد الأساسية في حياتنا اليومية، حيث ترتبط معانيها وتأثيراتها بمختلف جوانب الحياة الاجتماعية والنفسية. واحدة من المفاهيم التي قد تؤثر بشكل كبير في تلك العلاقات هي "المصلحة" فهناك من يرى أن العلاقة بين البشر يجب أن تكون مرتبطة بشكل رئيسي بالمصلحة المتبادلة، بحيث يتم تحديد قيمة العلاقة وأهميتها بناءً على ما يمكن أن تحققه من منفعة.

في واقعنا المعاصر، نلاحظ أن العلاقات قد تكون مبنية في كثير من الأحيان على النفعيّة بدلاً من الحب والاحترام المتبادل. فالبعض يقتصر تواصله مع الآخرين على ما يمكن أن يقدمه له الآخر من فائدة شخصية، وبمجرد أن تنتهي تلك المصلحة أو تتغير الظروف، تجد هذا الشخص يبتعد أو يقطع العلاقة كأن لم يكن هناك أي تواصل أو صلة بينهما. فالمصلحة هنا هي الدافع الأساسي، وهي ما يحدد شكل وطبيعة العلاقة.

ثم هناك نوع آخر من العلاقات، حيث يتعرف الشخص على آخر بهدف معين لا يمكن تحقيقه إلا من خلاله. في هذه الحالة، يتخذ الشخص الآخر مجرد وسيلة لتحقيق هدفه الخاص، ويصبح هذا الهدف هو المحرك الرئيسي للعلاقة. وتلك العلاقات قد تكون قصيرة الأمد، وسريعة الزوال، حيث يُستخدم الشخص كالوسيلة التي يتم التخلص منها فور الإنتهاء من الهدف المنشود.

ولكن هل من الممكن أن توجد علاقات إنسانية حقيقية غير مشروطة بالمصلحة؟ بالطبع، نعم. هناك نوع آخر من العلاقات النادرة، وهي تلك التي تكون مبنية على الحب والاحترام الصادق. هذا النوع من العلاقات يتميز بالأصالة والصدق، حيث يحترم الأشخاص بعضهم البعض دون أن تكون لديهم نوايا خفية أو أهداف شخصية. هؤلاء الذين يحبونك دون انتظار مقابل، الذين يقدرونك بصدق، ويراعون مشاعرك ويفرحون لفرحك ويحزنون لحزنك، هم الأصدقاء الأوفياء والمخلصين الذين نادرًا ما نجدهم في هذا العصر.

في زمننا الحالي، حيث أصبحت الكثير من العلاقات تحكمها المصالح الشخصية والنفعية، بات من الصعب العثور على هذا النوع النقي من العلاقات فهو الصديق المخلص، فنحن نعيش في عصر تتزايد فيه الحواجز والتقنيات التي تضعف من تواصلنا العميق مع الآخرين. لكن من يمتلك مثل هذه العلاقات الصادقة، عليه أن يحافظ عليها مثلما يحافظ على جوهرة ثمينة في عالم مليء بالحجارة القاسية.

في نهاية ما اكتب اطرح سؤالا ربما يكون السؤال الأهم وهو هل نحن مستعدون لإقامة علاقات مبنية على النية الطيبة والمودة الخالصة؟ أم أننا سنظل نقيم علاقاتنا بناءً على ما يمكن أن نحققه منها من منفعة او مصلحة، تنتهي المصالح وتبقي المواقف وتدوم العلاقات الحقيقية الصادق.



Italian Trulli